شعر محمد كمال محمد الشرشابى
*********************
يا من جعلتك فى حياتى رفيقها
أرعاك كما ترعى الطيور صغارها
وجعلت نفسى فى حـياتك سُلَمَاً
ترقى به درج الحياةِ وفنها
وفتحت عقلى تستنير بنورهِ
وفردت قـُـلعى تستظل بظلها
عَلَمْتُكَ سُبُلْ الحياةِ تَجُولَها
وكتبت إسْمَكَ بين صفوةِ أهلِها
وفرحت أنى قد كَسَرت القوقعة
أخرجتُك تلهو وتسعد دونِها
حررتُك .. علمتُك كيف الحياة تديرها
وكنت دعمِك لو تعرقل خطوها
قد كنت أعلم ان أصلك طيبٌ
فوددت أن تبقى الخصال لأهلِها
وجعلت عائلتى تحيطك بينها
تحميك من وحدةٍ يميتك صمتها
وفتحت لك الآفق تستنشق الهوى
من بساتين الفن كلماتهِ وكنوزها
ما ظننت يوماً فى إنقلاب طباعك
فلا أستطيع قراءة ً لسطورها
هل أنت من كان الحياء رداؤه
أم صرت تلبس من الطهاره قـُنْعِها
هل أنت من بالعلم قد سلحته
ليرى الحياة ويسير ضمن رِكَابِها
هل أنت من فى العائلة صنفته
رغم إختلاف الدين تحمل إسمها
هل أنت مَن مِن قوقعة أخرجته
وحميته من ذئبها وكلابها
فنشأت طفلاً طيباً فى طبعه
أشْرُف به فى الحياه وشِعْبِهَا
وسعدت أن بنائى صار شامخاً
تخشاه ريح عاتيه مرت بها
ماذا دهاك أيها الطفل المطيع
لماذا تسلك من الدروب شِمَالُهَا
هل أبهرتك من الحياة أضوائها
فشعرت أنك قادر على بحرها
فأخذت قاربك الذى أهديتك
وأبحرت وحدك هائما فى دربها
تبغى الهوى من سَاقطً ٍ فأضَلَكْ
وأرساك شيطانك على أقذر شطآنها
يا من رفعتك للسماء على يدى
أخرج فلا شيطان يسكن أرضها
